إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه logo لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
shape
شرح سلم الوصول وأبواب من كتاب التوحيد
107364 مشاهدة print word pdf
line-top
الشهادة بالتوحيد لله تعالى

وبعد إنـي بـاليقـين أشـهــد
شهــادة الإخـلاص ألا يعبـــد
بالحـق مألوه سـوى الرحـمـن
من جل عـن عيب وعـن نقصـان
هذه هي شهادة الحق، هي شهادة أن لا إله إلا الله، يقول إني أشهد بها شهادة اليقين، اليقين هو: الجزم بالشيء يعني إني موقن بها، قال النبي -صلى الله عليه وسلم: من قال لا إله إلا الله مُستيقنا بها قلبه دخل الجنة ؛ وذلك لأنه إذا استيقن قلبه، وامتلأ قلبه باليقين الذي لا يخالطه شك؛ فلا شك أنها تدفعه إلى التوحيد، وتحميه عن الشرك.
وكذلك قوله: ( شهادة الإخلاص )، (الإخلاص) هو في الأصل: تصفية الشيء، ومنه تخليص الشيء عما يخالطه، وإخلاص العبادة لله تعالى ألا يصرف منها شيء لغيره، ومنه قوله تعالى: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ وفي قوله: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ .
(ألا يعبد بالحق مألوه سوى الرحمن)؛ يعني أشهد بأنه لا أحد يستحق العبادة إله غير الرحمن، قال: لا يعبد؛ يعني بنوع من أنواع العبادة، ثم قيد ذلك بالحق، لا يعبد بالحق؛ وذلك لأن هناك معبودون؛ ولكنهم معبودون بغير الحق، الأوثان التي تعبد لا تعبد بالحق ولكنها تعبد بغير الحق أي بالباطل.
وقوله: (مألوه) المألوه هو: المعبود، والإله هو: الذي تألهه القلوب، أي تحبه وتعظمه وتخافه وترجوه؛ أي ليس هناك من تألهه القلوب محبة وقبولا ورضا وخوفا ورجاء وتوكلا سوى الرحمن؛ أي إلا الرحمن من أسماء الله تعالى الرحمن رحمة عامة لجميع خلقه، والرحيم رحمة خاصة بالمؤمنين.
نزه ربه بعد ذلك:
.....................................
من جل عـن عيـب وعن نقصـان
أي تقدس وتنـزه وتعالى وجل عن أن يلحقه في صفاته عيب أو نقصان؛ يعني موصوف –سبحانه- بصفات الكمال التي ليس فيها عيب كما نزه نفسه عن النقائص كقوله تعالى: لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ وقوله: لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ .

line-bottom